رواية سكار باتلك الفصل الخامس بعنوان:مشاكل عائلية
"ماذا هذا المكان؟ لحظة كيف يعقل أن تطير تلك الصخرة الغريبة؟ لماذا يخرج منها الدخان هكذا؟ لماذا أنا مقيدة هكذا؟ لحظة، هل كان حلمًا أم حقيقة؟ أتذكر الآن آخر شيء، كنت في منزلي ووالدتي تم قتلها و... حصل انفجار في المكان تم مسح نصف منطقتي، كيف أنا مازلت على قيد الحياة؟"
لقد استيقظت نارين للتو، لقد مضى على الانفجار الذي حصل في حي دارمار 3 أيام، كانت نارين في غيبوبة كل هذه الأيام، استيقظت وجدت نفسها في مكان غريب، كل الجدران لونها أبيض، والأرض والسقف لونهما أبيض، والمساحة كبيرة جدًا، وفي الوسط صخرة سوداء تحلق لونها أسود، يخرج منها دخان أسود، شكلها غريب غير متساوٍ. نارين مقيدة بالكامل، ولا تعرف لمَذا يحصل. فجأة ظهر شخص من خلفها.
"مرحبًا يا جميلة، أسف على تقييدك، لكن فقط للحذر، لا تعبثي في المكان، سوف أفك قيودك، فقط كوني هادئة، أنا لست عدوًا، ولا تتمني أن أكون عدوًا، هل اتفقنا؟"
"حسنًا"
"شكرًا لكِ"
"ماذا هذا المكان الغريب ومن أنت؟"
"اكلي الآن، نتحدث لاحقًا، أنتِ جائعة جدًا، لقد مضى 3 أيام لم تأكلي شيئًا"
"حسنًا"
بدأت نارين تأكل من كثرة الطعام اللذيذ والشهي، لا تعرف ماذا تأكل، بدأت تجرب كل شيء تستطيع أن تصل يدها إليه، وشاهدت فاكهة غريبة بعيدة عنها، قرب الرجل الغريب، تنظر إليه وتنظر إلى الغريب، الغريب ينظر إليها و إلى الفاكهة، مسك الفاكهة بيده وقال لها "هذا الفاكهة لا تنمو في قارة سونا ولا في قارة كراخ ولا حتى في قارة الخضراء، هذا فاكهة من مكان بعيد جدًا". قام الرجل الغريب ويحمل الفاكهة بيده واقترب من نارين وقال لها "تفضلي نارين، متأكد سوف تنال إعجابك". أخذت الفاكهة من يد الغريب وقالت "شكرًا". أكلت جزء من الفاكهة، صمتت قليلاً ثم بدأت تبكي وقالت "هل تعلم؟ منذ وجودي على الحياة إلى هذه اللحظة لم أتذوق هكذا طعم، يا لها من فاكهة، شكرًا لك على جعلي أتذوق هكذا شيء".
الغريب: "في الحقيقة، لقد مضى على وجود هذه الفاكهة أكثر من ثلاثة أشهر، ليس لديّ غيرها، لكن أصبحت من نصيبك".
نارين: أكلت نصفها و قدمت النصف الآخر للغريب. أخذها منها وشكرها على هذا وقال: "لن أتناولها الآن، إلى بعد أن أنجز بعض المهام. الآن، نستطيع أن نتحدث يا نارين. في البداية، سأعرفك على نفسي".
نارين: تنظر إليه وتنتظر لكي تتعرف على هذا الغريب. قال لها وهو يحني رأسه على الأرض: "أنا العار".
نارين: تنظر إليه بتعجب: "ماذا؟ ماذا تقصد؟".
الغريب: "نعم، أنا العار. أنا أكبر عار في التاريخ. أنا مجرم كبير، أنا أسوأ شخص في الوجود. أنا الذي يسجن نفسه في هذا المكان منذ زمن طويل كعقوبة على ما فعلته في الماضي. أرغم نفسي على العيش من أجل أن أتألم أكثر وأكثر، لأن الموت لأمثالي يعتبر رحمة. نعم يا صغيرتي، أنا العار".
نارين: تنظر بتعجب كبير إليه وقالت: "لا تقل هذا أرجوك. أنت متندم على الذي فعلته، هذا يدل أنك شخص جيد. أنت لست عارًا، أنت مجرد شخص أذنب وتندم على ذنبه. فذا يدل أنك شخص جيد".
الغريب: "أنتِ تقولين هكذا لأنكِ لا تعرفين شيئًا. لو حكيت لكِ قصتي، لقلتِ لي عكس هذا".
نارين: "حسنًا، أنا مستعدة أن أسمع كل قصتك. مع أنه أريد أن أعرف ماذا حصل لي وكيف أنا هنا؟ لماذا أنا مازلت على قيد الحياة؟ لكن لدي الفضول أن أعرف قصتك".
الغريب: "حسنًا، سوف أحكي قصتي لكِ بالكامل، من أجل أن أضيف شخصًا جديدًا إلى قائمة الناس الذين يكرهونني، وهذا يزيد من عقوبتي. لكن سوف أجيب على سؤالك بالاول عن ماذا حصل في منزلك. لسبب ما، أنتِ تملكين قوة خارقة. لا أعرف كيف وصلت لكِ هذه القوة. أنتِ بالتأكيد شربتي إكسير يعطي لكِ قوة مثل هذا. قبل ثلاثة أيام، شعرت بقوة عظيمة في أرض باتلك، أتيت فورًا، لكن أتيت متأخرًا للأسف. فقط شاهدت الحطام ووجدتكِ نائمة في المنتصف. جلبتكِ إلى هنا فورًا".
نارين: "إذا الذي حصل كان بسببي؟ يبدو أني تسببت بقتل الكثير من الناس، لكن لم أكن متعمدة. أنا مازلت منصدمة من أن سبب الانفجار كان أنا".
الغريب: "ما حصل ليس ذنبكِ. أنتِ حتى لا تعرفين أنكِ تمتلكين قوة خارقة. لا مشكلة أيضًا، أسف على الملابس التي ترتديها. لم أجد شيئًا جميلًا في السوق. لقد أخذت أغنى ملابس في السوق وجلبتها لكِ".
نارين: "لا، إنها جميلة حقًا... لحظة، لقد احترقت ملابسي؟ هل... رأيتني وأنا..."
الغريب: "لا تقلقي، فأنا كنت مغلق عينيّ الثنتين حينما وصلت إلى هناك واخذتكِ، ثم ذهبت إلى سوق قريب في كراخ واتيت ولبستكِ تلك الملابس، ثم نظرت إليكِ".
نارين: "شكرًا لك، لكن كيف ذهبت إلى كراخ بهذه السرعة واتيت؟ لم أفهم هذا".
الغريب: "في الحقيقة، نحن الآن في شمال قارة سونا، في المدينة المتجمدة. أنا سريع جدًا بسبب قوتي. أيضًا، لقد مضت فترة طويلة على خروجي من هذا المكان، كل شيء مختلف في الخارج".
نارين: "فهمت الآن. نعود إلى قصتك. تكلم عن كل شيء فعلته لنرى ماذا فعلت".
الغريب: "حسنًا، لكن لا تقاطعيني أبدًا. كان يا ما كان في قديم الزمان..."
بدأ الغريب يتحدث عن قصته لنارين. نارين تستمع إليه بكل جدية. فلنعود ثلاثة أيام إلى الماضي، إلى سكار ورسكا.
سكار: "هيا فلنُسرع إلى المكان يا رسكا، هيا!"
نارين: "نعم". بدأت نارين تتكلم نفسها وتقول: "هيا نارين، هيا انطقي أي شيء. أريد أن أسمعكِ الآن. أنا قريبة على دارمار، أستطيع أن أسمعكِ. هيا تحدثي، أي شيء". لحظات وسمعت رسكا صوت نارين وهي تتحدث نفسها. نارين منزعجة من رسكا وتقول: "رسكا، من أنتِ؟ لماذا أرادت هذه العصابة مكانكِ؟ كله بسببك ماتت والدتي ووالدي، ولا أعرف لماذا أنا مازلت على قيد الحياة. لقد تم تفجير هذا المكان من قبل الأشخاص الغرباء... رسكا، لن أسامحكِ أبدًا". رسكا توقفت في منتصف الطريق وبدأت تبكي. لقد سمعت رسكا كل ما قالته نارين.
سكار: "هيي رسكا، ماذا حصل؟ هيا بسرعة، لنذهب. لقد اقتربنا. لماذا تبكين؟ قد تكون خرجت من الحي ولم يحصل لها شيء. هيا فلنُكمل".
رسكا تبكي وتكلم نفسها: "نارين، أسفة، أنا أسفة. كل هذا حصل بسببي. لكن ماذا تقصدين بالعصابة التي تبحث عني؟ لماذا قتلوا والديكِ؟ من يكونوا يا ترى؟ آه، نارين، لا أعرف كيف سوف أقابلكِ. لحظة، لقد أغمي عليها! يجب أن أسارع وأساعدها. ماذا؟ كيف؟ لقد ظهر صوت نبض قلب قريب من نارين. من يكون؟ كيف ظهر فجأة؟ ماذا يحصل هناك؟ لحظة، هذا النبض ليس غريبًا. ماذا؟ لقد اختفى صوت نبض الاثنين! ماذا يحصل؟"
صوت نارين اختفى فجأة، لم يعد لها وجود. أدركت رسكا أنه هناك شخص أخذ نارين وذهب، لكن ألف سؤال في رأسها. من الذي يبحث عنها؟ لماذا يبحث عنها؟ من الذي ظهر من العدم؟ لماذا صوت نبض قلبه مألوف لها؟ لماذا أخذ نارين؟ هل هو عدو أم ماذا؟ رسكا من شدة التساؤلات التي في رأسها بدأت تصرخ في وسط الطريق.
سكار متعجب منها، لا يعرف ماذا يحصل لها. اقترب منها وجلس جنبها وقال لها: "رسكا، ماذا؟ هل اختفى صوتها؟ هل ماتت؟ أنا متأكد كنتِ تستمعين إليها؟ ماذا حصل؟ تكلمي يا رسكا؟"
تنظر رسكا إلى سكار متعجبة، كيف يعرف بأنها تستمع إلى مدى بعيد؟ لكن لن تنصدم لأن سكار ذكي جدًا. قالت له: "نعم، لقد اختفى صوتها وهي أيضًا اختفت. كل هذا حصل بسببي يا سكار. لا أعرف ماذا أفعل. أنا سوف افقد عقلي يا سكار. أنا أفقد عقلي".
تقدم سكار إلى رسكا واحتضنها. صرخت رسكا ودفعت سكار بعيدًا عنها وقالت: "ماذا تفعل يا أحمق؟ كيف تجروء على لمسي هكذا؟ كيف تقترب مني هكذا؟ كيف؟ ماذا؟"
انصدم سكار من ردة فعلها، لكن شعر شعورًا غريبًا حنما احتضنها لثواني. شعر بشيء غريب يحصل داخل جسده، شعور غريب لا يستطيع أن يصفه، لكن شبه بأنه يمتلك كل العالم، شعر بالكمال، شعر بالأمان. لكن لثواني، انتهى كل هذا لأن رسكا دفعت سكار بعيدًا عنها. قال سكار: "رسكا، ما هذا؟ ما الذي حصل للتو؟ لقد شعرت بشيء غريب".
رسكا: "سكار، لقد، لقد... أنت ماذا فعلت؟ لا تقل لي أنك شعرت بذلك. هذا، لم يكن عليك فعل هذا. هيا اذهب من هنا. أنا أكرهك يا سكار. أنا حقًا أكره التواجد قرب منك. أنت مجرد شخص سيء، أنت مجرد لا شيء. لا أدري لماذا اهتم بأمرك لهذا الدرجة. فقط اذهب، هيا اذهب".
سكار متعجب من كلام رسكا الجارح. لم يكن يتوقع أن يسمع مثل هذا الكلام من رسكا أبدًا. سكار كره نفسه في هذه اللحظة. التفت وقال: "شكرًا رسكا على هذا الكلام. لم أتوقع أبدًا أن يخرج من فمك مثل هذا الكلام وموجه نحوي. أنتِ مثل الجميع، كنت أشعر أنكِ مختلفة، لكن أنتِ الأسوأ. حتى رجل الحلم حذرني منكِ ولم أسمع كلامه. كنت أظنكِ جيدة..."
أدرك سكار للتو أنه خرج من فمه كلمة "رجل الحلم". أدرك أنه أخطأ وقال شيئًا لا يجب أن يقوله. أدرك أنه سوف يعاقب فقط. بدأ بالمشي وبدأ جسده يرتعش من الخوف لما سوف يحصل له من قبل رجل الحلم، وأيضًا إحباط من ما حصل للتو مع رسكا. سكار يمر في أسوأ موقف حصل له في حياته. سكار كره كل شيء الآن. كل ما يريده أن يموت.
رسكا تحدث نفسها وتقول: "ماذا؟ ما الذي يحصل لي؟ ما الذي فعلتهُ للتو؟... كل هذا الكلام خرج من فمي إلى سكار؟ لماذا؟ كل هذا الكلام قلتُهُ له و... ما الذي فعلتهِ يا رسكا؟ يا لي من امرأة فاشلة حقًا. أملي الوحيد كان سكار، الآن قطعتُ كل شيء معه. أكيد لن يسامحني. أنا لم أكن أريد أن أقول كل هذا. لا أدري، لا أدري ماذا يحصل لي. هذا ليس أنا. لقد خسرتُ سكار و نارين في يوم واحد... أيضًا لقد تحدث سكار الآن عن رجل الحلم. هذا غريب. اذاً يلتقي هذا الأحمق سكار. لحظة، هذا يعني أصبح لي عدو جديد، وليس أي عدو. هذا أشور، نعم هذا أشور. كنتُ أتوقع أن تلتقي بسكار يا أشور الغبي. جيد، جيد، سوف يكون موعد لقائنا قريب، أقرب من أي وقت مضى. أنا وعدتُ والدتي بأن أقتلك. سوف يكون موتك قريبًا جدًا."
سكار عاد إلى البيت وكان يشعر بخيبة أمل كبيرة وخوف. بدأ يضحك وقال: "حسنًا سكار، هذه الحقيقة. أنت يكرهك الجميع، حتى رسكا التي كنت تضن أنها طيبة معك. انظر كيف تحدثت معك. كم أنا غبي! هيا لنذهب إلى العقوبة من رجل الحلم".
أغمض عينه ونام وظهر رجل الحلم وتقدم نحو سكار.
سكار: "نعم، أعرف، أعرف. لقد خالفتُ أوامرك ونصائحك. تحدثتُ معها كثيرًا، أيضًا لمستُها وحضنتُها أيضًا. قلتُ اسمك أمامها بدون أن أدرك من شدة خيبة الأمل الذي كنتُ فيه، وكان قلبي مجروحًا منها".
بدأ سكار يبكي بحرقة أمام رجل الحلم، يبكي بدون توقف وكانت الخيبة تعم جسده. بدا كأنه ضائع بين الحقيقة والخيال، بين الصدق والكذب. سكار الآن مستعد لتلقي عقوبته من رجل الحلم ولم يعد خائفًا لأن كره كل شيء. قال: "هي يا رجل الحلم، أرجو أن تكون عقوبتي هذه المرة هي الموت. أنا حقًا متعب و...".
أثناء حديث سكار، اقترب رجل الحلم إلى سكار وحضنه وقال له: "اسف يا سكار، اسف على ما مررت به. كنتُ أتوقع أن يحصل هذا وحذرتك منها، لكن أنت غبي. لكن لا تقلق، سوف نصلح كل شيء معًا. أنا معك دائمًا وأبدًا. أنا سندك في هذه الحياة. أنا لن أتركك وحدك مادمت على قيد الحياة".
سكار منصدم من ردة فعل رجل الحلم. هذه أول مرة يحتضن سكار، وسكار يشعر بنفس الشعور حينما حضن رسكا. يشعر كأنه يمتلك العالم، يشعر بالحب، يشعر بالثقة تعود إلى جسده، يشعر شعورًا عظيمًا لا يتمنى أن يزول. سكار ينظر إلى رجل الحلم وقال له: "شكرًا لك على الوقوف إلى جانبي هذه المرة، رغم أني خرقتُ كل قوانينك. أنت حقًا عظيم يا رجل الحلم. أتمنى أن لا تفارقني أبدًا. أنت زرعتَ الأمل في قلبي الآن، رغم ما حصل معي، لكن أنا الآن أسعد شخص في العالم. شكرا يا رجل الحلم".
رد عليه رجل الحلم: "لا مشكلة يا سكار، لن أخيب ظنك. أنا معك ونصائحي لك كلها من أجلك. لم أقُم بشيء ضدك أبدًا، لأنني أعرف كم العالم قاسٍ. اسف أيضًا على معاملتي القاسية معك. كان يجب أن أعطيك الحب، لكن كنت أريدك أن تكون قويًا وشجاعًا ولا تنخدع في العالم، لأنني أعلم ما لا تعلم يا سكار. اسف، هيا هذا يكفي، سوف أذهب لإنجاز بعض المهام. إلى اللقاء سكار. هيا أستيقظ".
استيقظ سكار وكانت حالته عكس ما قبل أن ينام. كانت السعادة تمله وتعم جسده. قال: "جميل، كم جميل حينما تمتلك صديقًا مثل رجل الحلم. هذه هبة عظيمة. لقد أنقذني من انكساري عكس ما توقعت. شكرا يا رجل الحلم على مساعدتي دائمًا".
توجه رجل الحلم إلى رسكا، وجدها نائمة أسفل أحد الجسور، ودخلها في الحلم. جعلها مقيدة بالكامل، ووقف أمامها وقال: "مرحبا رسكا، لقد مضى وقت طويل".